ما بينَ الجَنَّةِ والنّارِ
ساحرةٌ تصنعُ أقداري
جادتْ بالروحِ على ظمئي
فتَعَاقَبَ ليلي ونهاري
ظلَّتْ تختالُ بذاكرتي
ترنو وتُرتِّبُ أفكاري
مَنبَتُها الذُّروةُ خَلّدَهَا
تاجاً في روضةِ أزهاري
صادفتُ روائعَها يوماً
كالبسمةِ في بابِ الدارِ
كانت تَعتَدُّ بمِطرقةٍ
وتَدُقُّ بذاك الـمِسمارِ
سمّرني الحسن ومن أنثى
ثارت بالعطر كإعصارِ
تَشتَدُّ كغُصنٍ أطلقَهُ
إصرارٌ تِلوَ الإصرارِ
وأنا أَتّأمَّلُ آسرتي
بالقَدِّ السَّارقِ أوتاري
بالشَّعرِ الغاضبِ في كتفٍ
خُلِقَتْ لِتُعانِقَ أسراري
بالطرفِ السائل عن ألقي
عن آخرِ صيدي ومحاري
بالثغرِ البارقِ بالبُشرى
في وَطَنٍ أَورَقَ بالغَارِ
لكنَّ ذُهوليَ أَفقدَني
عَزمَ الربان لإبحار
فبقيتُ أُلَملـمُ ذاكرتي
وروائعَ ذاك المشوارِ
أَتَفَيَّأُ بالحُلُم الأغلى
وأَلُوذُ بتاجي وسِواري
واليومَ أفتّشُ عن بابٍ
يُهديني أكرمَ أقماري
ولذا سأظل هنا أصبو ما بينَ الجَنّةِ والنّارِ!!