وجاءت تُبدِعُ السَّاعاتِ لَهفى
ليحيا القلبُ من شَغَفٍ صِباهُ
فتضحكُ ضِحكةَ البستانِ لـمّا
يرى الفلاحَ ضاحكةً يداهُ
وتنظر نظرةَ المكفوفِ دهراً
وأَدركَ حين أَدركَني رؤاهُ
وتجري كالبشائر في فراتٍ
يُغيثُ بضفَّةٍ ظمأى رُباهُ
تُدَلِّي كلَّ أسبابِ الأماني
بثغرٍ ما يجاذبُني سواهُ
تُحاصِرُ في قميصٍ من حريرٍ
طيوراً مَزَّقَتْ منه عُراهُ
وتُرخي من ذوائبِها غديراً
فيعجزُني على سَفَرٍ مَداهُ
وتشدو بالروائع من قصيدي
كطفلٍ راح يفضح ما جناهُ
تمرُّ بغربة الغادي نسيماً
يعود بأعذبِ الذِّكرى شذاهُ
فتُرجعُني إلى وطني سفيراً
يلملم في مرابعِهِ مُناهُ
وتُرسلُني لمن يهوى رسولاً
يُشيعُ الحبَّ أو يقضي فِداهُ