القلبُ أسفرَ عمَّا فيه واعترفا
فاستوطنَ البحرَ في عينيكِ واعتكفا
قد لَحَّنَ الحُبَّ واستهدى إلى وترٍ
أجرى الفراتَ بما أندى وما عَزَفَا
فاستوقدَ الشوقَ في حرفٍ يُنادمُني
واسترفدَ النَّبعَ في عينيَّ واغترفا
مالي وللعشق يُرسيني إلى ظَمَأٍ
في حين أسكرَ فيَّ الكأسَ وارتشفا
كم وَاعَدَ الدِّفءُ في كفيكِ أجنحتي
وكم دعاهُ أسيرُ الثلجِ وانعطفا
حتى التقيتُكِ في حُلـمِي أيا حُلـمِي
حتى استبحتُ قصُورَ السِّحرِ والشُّرَفَا
أطلقتُ روحيّ أفلاكاً إلى جُزُرٍ
في مُقلتين تُجيدُ العِشقَ والشَّغَفَا
زاحمتُ شَعرَكِ كي أغفوْ على كَتِفٍ
راحت تُفَاخِرُ من غَلوائِها كَتِفَا
دَوَّرتُ وَجهَكِ في ليلي فأذهلني
ثغرٌ تَوَسَّطَ ذاك البدرَ وانتصفا
ثَغرٌ تَرَنَّحَ في ثغري فيا أبتي
من هادرٍ هبَّ أو منٍ عاصفٍ عصفا
كانت إذا ضمَّها صدري وحطَّمها
تقولُ: ( آهٍ ) ولكن لا تقولُ: ( كفى )
ما كان أجملَ أن عِشنَا إلى حُلُمٍ
أهدى الحبيبةَ والإشراقَ وانصرفا
يامَنْ تُعَاتِبُ في حُبِّي وتُنكِرُهُ
اقرأْ بربِّكَ في أحداقيَ الصُّحُفَا
تُخبِرْكَ عَمَّن غَدَت في القلبِ تَرصِفُهُ
بالأمنياتِ إذا ما باسمِها ارتجفا
لن يُنصِفَ القَلبَ في عِشقي لفاتنةٍ
إلا كريمٌ ثوى من عِشقِهِ كَلِفَا
وحَسبُ قلبيَ من مجدٍ يسطّره
أنّي أسابق في وديانه رهفا!