صادفتُها في غربتي وضَياعي

تُصغي إليَّ ولا تَمَلُّ سَماعي


تُصغي بقلبٍ غارقٍ في جدولٍ

أبداً تَدَفَّقَ من جروح يراعي


وتمدُّ غصناً من غصونِ عيونِها

يُثري الحياةَ على مُتُونِ شراعي


وتفيضُ همساً في حُطامِ عزيمتي

فتُعيدُ حِصناً من حُصُونِ قلاعي


فأُحِسُّ أنّي في مرابعِ روحِها

أُجري النجومَ إلى السحائبِ راعي


وأُحِسُّ أنّي في موائدِ سحرِها

سَغِبٌ ألوذ بجنَّةٍ ومَتَاعِ


قد بدَّدَتْ ليلي الطويلَ بضحكةٍ

تُهدي الصباحَ بنكهةٍ وشُعاعِ


ليعودَ شوقيَ للحياةِ مُجدَّداً

بجناحِ صقرٍ واعتدادِ سِباعِ


يا روضةَ (الفوياج) في تغريبتي

كلّي إليكِ فِدا ربيعِكِ ساعِ


مازال وجهُكِ ساطعاً بقصيدتي

لكِنْ يُقَصِّرُ عن مَداهُ ذراعي


فتَمَرَّدي فوقَ الضلوعِ أميرتي

شفتاكِ أكرَمُ من نبيذِ صِواعي


وأرى النهود على القيودِ تَمَرَّدَتْ

وتَوَاثَبَتْ بإرادةِ الإقلاعِ


وأنا لديكِ مدينةٌ مذهولةٌ

من غيرِ حِصنٍ أو خطوطِ دِفاعِ


فتَقَدَّمي حتى أُسَطِّرَ لهفتي

تحتَ الحريرِ وأطلقي إبداعي!!!

تم عمل هذا الموقع بواسطة