يا من تُعاتبُ في الغَزَلْ
وتَعِيبُ في الشهدِ العَسَلْ
الشِّعرُ دمعةُ عاشقٍ
لمح الحبيبةَ فاكتحلْ
وغدا يُسطِّرُ رُوحَهُ
فيما تَثَاقَلَ واكتمَلْ
يَنداحُ عن أيقونةٍ
لو شَعَّ من ثغرٍ أَمَلْ
ويَمِيدُ من ثَمَلٍ إذا
ما الطَّرفُ ذَلَّلَهُ الذَّبَلْ
ويميسُ من غُنجٍ إذا
ما اهتزَّ نهدٌ واعتدلْ
ويذوبُ نهراً من دمٍ
أَجراه فيضٌ من قُبَلْ
الشعرُ همسةُ مُنقِذٍ
تُهدي لراجيها الشللْ
فأحبُّ سيرةَ شاعرٍ
في كلِّ مَلحمةٍ بَطَلْ
وأُجِلُّ حِكمةَ مُلهَمٍ
خَبِرَ البلاغةَ في المُقَلْ
وأرى الحَمَاسَةَ في فتىً
يَستَلُّ من هُدُبٍ أَسَلْ
من ذا يهزُّ قصيدةً
لا يُرتجى فيها طَلَلْ
من ذا يُلحِّنُ مَطلِعاً
أرضى التَّوَحُّدَ في هُبَلْ
لا لن أُغادرَ هودجاً
قد هَمَّ يحملُه جَمَلْ
فأنا الهُمَامُ وإنني
من هامَ شوقاً للخَجَلْ
أُرسي وأَرسمُ لوحةً
تُحصي الضفائرَ والخِصَلْ
لأميرةٍ يشدو بها
ثغرٌ تَبَسَّمَ عن كَسَلْ
( بانت سعادُ ) أثابها
رُبَّانُ شِرعتِنا الأَجَلْ
كلُّ البدائعِ تُرتجَى
ما قَلَّ رائعُها ودَلْ
فالمدحُ يُوقظُ قيمةً
قد شادَ قلعتَها الأُوَلْ
والهجوُ يُنكرُ خصلةً
رَحلَتْ بهيبةِ مَن ْرَحَلْ
والفخرُ ضَربٌ رائعٌ
إن كان في خيرِ العَمَلْ
وأرى الجَلالَ بحِكمةٍ
تزهو على كل الحُللْ
لكنْ تَأَكَّدْ صاحبي
والشعرُ ميدانُ الجَدَلْ
ما شاعرٌ سَكَنَ الرُّؤى
إلا وأبدع في الغَزَل ْ!!!!